مطارح العشَّاق وأخبارهم ,, قيس وليلى
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
مطارح العشَّاق وأخبارهم ,, قيس وليلى
حدث عثمان بن عمارة عن أشياخهم من بني مرة فقال:
رحل رجل منا إلى ناحية الشام مما يلي تيماء والشراة في طلب بغية له ، فإذا هو بخيمة قد رفعت له، وقد أصابه مطر،
فعدل إليها ، وتنحنح، فإذا امرأة قد كلمته ، فقالت له :
انزل، فنزل وقد روَّحت إبلهم وغنمهم فإذا عددها عظيم وإذا رعاءها كثير،
فقالت لبعض العبيد سلوا هذا الرجل من أين أقبل؟
فقلت: من ناحية اليمامة ونجد.
فقالت: أي بلاد نجد وطئت؟
قلت: كلها.
قالت: بمن نزلت هنا؟
قلت: ببني عامرٍ، فتنفست الصعداء،
وقالت: بأي بني عامر؟
فقلت: ببني الحريش. فاستعبرت،
ثم قالت: هل سمعت بذكر فتى يقال له قيس ويلقب بالمجنون؟
فقلت، إي والله، ونزلت بأبيه، وأتيته حتى نظرت إليه، يهيم في تلك الفيافي، ويكون مع الوحش لا يعقل ولا يفهم إلا أن تذكر له ليلى فيبكي، وينشد أشعاراً يقولها فيها.
فرفعت الستر بيني وبينها، فإذا شقة قمرٍ لم تر عيني مثلها، فبكت وانتحبت حتى ظننت، والله، أن قلبها قد انصدع ،
فقلت لها : أيتها المرأة ! اتقي الله ، فوالله ما قلت بأساً، فمكثت طويلاً على تلك الحال من البكى والنحيب
ثم قالت :
ألا لَيْتَ شِعرِي، وَالخُطوبُ كثيرَةٌ، ... متى رَحلُ قيسٍ مُستَقِلٌّ فرَاجِعُ.
بنفسي مَن لا يَستَقِلّ برَحلِه ... ومَن هو، إن لم يحفظ اللهُ، ضائعُ.
ثم بكت حتى غشي عليها، فلما أفاقت
قلت: من أنت، بالله؟
قالت: أنا ليلى المشؤومة عليه ، غير المساعدة له. فما رأيت مثل حزنها ووجْدها، فمضيت وتركتها.
أجارنا الله من عشق المجون والجنون وكفانا من الشرِّ المكنون ومني فائض الشكر .. :Rose:
رحل رجل منا إلى ناحية الشام مما يلي تيماء والشراة في طلب بغية له ، فإذا هو بخيمة قد رفعت له، وقد أصابه مطر،
فعدل إليها ، وتنحنح، فإذا امرأة قد كلمته ، فقالت له :
انزل، فنزل وقد روَّحت إبلهم وغنمهم فإذا عددها عظيم وإذا رعاءها كثير،
فقالت لبعض العبيد سلوا هذا الرجل من أين أقبل؟
فقلت: من ناحية اليمامة ونجد.
فقالت: أي بلاد نجد وطئت؟
قلت: كلها.
قالت: بمن نزلت هنا؟
قلت: ببني عامرٍ، فتنفست الصعداء،
وقالت: بأي بني عامر؟
فقلت: ببني الحريش. فاستعبرت،
ثم قالت: هل سمعت بذكر فتى يقال له قيس ويلقب بالمجنون؟
فقلت، إي والله، ونزلت بأبيه، وأتيته حتى نظرت إليه، يهيم في تلك الفيافي، ويكون مع الوحش لا يعقل ولا يفهم إلا أن تذكر له ليلى فيبكي، وينشد أشعاراً يقولها فيها.
فرفعت الستر بيني وبينها، فإذا شقة قمرٍ لم تر عيني مثلها، فبكت وانتحبت حتى ظننت، والله، أن قلبها قد انصدع ،
فقلت لها : أيتها المرأة ! اتقي الله ، فوالله ما قلت بأساً، فمكثت طويلاً على تلك الحال من البكى والنحيب
ثم قالت :
ألا لَيْتَ شِعرِي، وَالخُطوبُ كثيرَةٌ، ... متى رَحلُ قيسٍ مُستَقِلٌّ فرَاجِعُ.
بنفسي مَن لا يَستَقِلّ برَحلِه ... ومَن هو، إن لم يحفظ اللهُ، ضائعُ.
ثم بكت حتى غشي عليها، فلما أفاقت
قلت: من أنت، بالله؟
قالت: أنا ليلى المشؤومة عليه ، غير المساعدة له. فما رأيت مثل حزنها ووجْدها، فمضيت وتركتها.
أجارنا الله من عشق المجون والجنون وكفانا من الشرِّ المكنون ومني فائض الشكر .. :Rose:
MEDICINEDZ- المميزين
- sms :
الجنس :
المشاركات : 979
التسجيل : 04/05/2015
تاريخ الميلاد : 13/06/1982
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى