الأخلاق مبعث الإيمان
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الأخلاق مبعث الإيمان
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترى هل تأتي الأخلاق في الدرجة الأولى من الرسالة الإلهية، أم هي من الدرجة الثانية؟ وإذا حازت الأخلاق المرتبة الأولى، فما هو تفسير الاهتمام الأكثر في الدين بالشعائر الإسلامية كالصلاة والصيام...
المفهوم الواسع للأخلاق
للاجابة على هذه التساؤلات نحتاج الى بيان أمرين هما:
1- إنّ كلمة الأخلاق لها مفهوم واسع، وآخر ضيّق؛ فهي في مفهومها الضيق تعني الصدق، والوفاء، والاصلاح بين الناس، وعدم الغيبة والتهمة والنميمة، وتجنّب سائر الصفات الرذيلة، بينما تعني في مفهومها الواسع الخلفيات الروحية للأخلاق الفاضلة؛ فالصدق مثلاً نابع من الاستقامة في النفس، والإصلاح ناتج عن رؤية صافية الى الحياة، والوفاء منبثق من شجاعة نفسية لدى الإنسان.. أما الكذب والنميمة والتهمة والغيبة، فانّ هذه الصفات السلبية نابعة من انحرافات نفسية، وتشوّش واضطراب في الرؤية، وفقدان البصيرة في الحياة.
وعلى هذا؛ وطبقاً للمفهوم الضيق تأتي مرتبة الأخلاق بعد كثير من الواجبات، على عكس المفهوم الواسع الذي يعتبر الأخلاق قاعدة لسائر الفضائل، بل منطلقاً حتى للايمان بالله سبحانه وتعالى.
سلوك الإنسان نتاج تربيته
2- إن ما يفعله الإنسان، وما يتعوّد عليه من سلوك يأتي على أثر بنيانه التربوي، وصياغته النفسية، وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة بقولـه: «قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ» (الاسراء/84) أي إن شاكلـة الإنسان، وصيغة شخصيّته تقفان وراء سلوكه وأعماله، وإلاّ فلماذا يؤمن البعض بوجود الله تبارك وتعالى، ويكفر البعض به رغم وحدة الأدلة والحجج والبراهين، وطبيعة الخلقة الواحدة؟
يجيبنا القرآن الكريم على هذا التساؤل عبر آيات عديدة كقوله: «فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً» (البقرة/10) أي إنّ القلب المريض يتنافى مع الإيمان، في حين يستوعبه القلب السليم، وفي آية أخرى يقول عز من قائل: «صُمٌّ بُكْمٌ عُميٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ» (البقرة/171) فبسبب طبيعة العمى والصمم والبكم تحدث حالة عدم تحكيم العقل، يقول سبحانه في موضع آخـر: «فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الاَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور» (الحج/46) أي إن الحواس الظاهرة لدى الإنسان لا تصاب بالعمى، لأن القلب هو المصاب الأساسيّ. ويقول تعالى كذلك: «إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي ءَايَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» (غافر/56) فسبب عدم إيمانهم هو الاستكبار المعشّش في قلوبهم. وفي آية أخرى يقول عز وجل: «وَاللّهُ لايَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ» (التوبة/80) أي إن الفسق الذي يتصف به الإنسان الضال هو سبب عدم هدايته.
فبالاستناد الى هذه الآيات وسائر الآيات القرآنية الأخرى المرتبطة بهذا الموضوع، يمكننا تفسير عدم إيمان البعض بحالة تعتريه، لا لنقص في الأدلة والبراهين والآيات.
قوّة الإرادة توجّه العقل
وقوّة الإرادة هي التي تدفع الإنسان الى استيعاب الأدلة والبراهين، وهي التي تدفعه الى التقدم. فالإرادة هي التي توجّه العقل، وعندما تكون إرادة الإنسان قويّة فانّها توجّه العقل الى جانب الصلاح؛ أمّا إذا كانت ضعيفة فانّ العقل سوف يتخبّط، ويضلّ الطريق، ولذلك نرى المصابين بالأرق يسرح بهم الفكر قبل النوم، وتهجم عليهم الأفكار السلبية والهواجس، فلا يستطيعون التركيز، وبالتالي فانّهم يعجزون عن النوم خلافاً للإنسان الذي يتمتّع بقوة التركيز، فهذه القوة تعينه على فعل الكثير من الأعمال.
الأخلاق منطلق العلم
وهنا لابدّ من أن نذكّر بمناسبة الحديث عن الأخلاق، أن الأخلاق تمثل أصل وقاعدة ومنطلق العلم، فقد روي أنه جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "ما رأس العلم؟ قال: معرفة الله حق معرفته. قال: وما حقُّ معرفته؟ قال: أن تعرفه بلا مثال ولا شبه، وتعرفه إلهاً واحداً خالقاً قادراً أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً، لا كفو له ولا مثل له، فذاك معرفة الله حق معرفته وقال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: "وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده". ويؤكد هذا المعنـى الحديث الشريف المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله، حيث قال: "نعم وزير الإيمان العلم، ونعم وزير العلم الحلم، ونعم وزير الحلم الرفق، ونعم وزير الرفق اللين"، وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وآله: "من طلب العلم لله لم يصب منه باباً إلاّ ازداد في نفسه ذلاًّ، وفي الناس تواضعاً، ولله خوفاً، وفي الدين اجتهاداً، وذلك الذي ينتفع بالعلم فليتعلّمه وهكذا يربط الإسلام بين العلم والأخلاق ربطاً وثيقاً.
الأخلاق مفتاح تزكية النفس
والأخلاق هي بداية الزاد، كما أكّد ذلك الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في قولته الشهيرة الخالدة: "إنما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق وبتعبير آخر؛ فانّ الأخلاق مفتاح تزكية النفس كما يشير الى ذلك الإمام عليّ عليه السلام بقوله: "أيّها الناس تولّوا من أنفسكم تأديبها، واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها".وفي قوله: "معلّم نفسه ومؤدّبها أحق بالاجلال من معلّم الناس ومؤدّبهم
كما أنّ القرآن الكريم يشير الى أهميّة تربية النفس، وتزكيتها بقوله: «هُـوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُـوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِيـنٍ» (الجمعة/2) وهذا هو دأب الآيات القرآنية التي تتطرّق الى موضوع التربية، حيث تقدّم تهذيب النفس على التعلّم، لأنّ التزكية هي الهدف والوسيلة والقاعدة.
وفي البدء يجب الاهتمام بتغيير النفس وإصلاحها، من أجل الدخول في المرحلة العملية للحياة، خصوصاً ونحن معرضون لسيل من المفاسد أثّرت فينا بطريقة أو بأخرى؛ فهناك مجتمع فاسد، وتضليل إعلاميّ مركز، وأحقاد، وطائفيات، وأنانيات.. ونحن ينبغي علينا أن نتجاوز هذه المفاسد بكل قوة، لكي نربي أنفسنا على أساس الفضيلة والتقوى.
أهميّة الجانب الروحي من الأخلاق
والمرحلة الأولى لسلوك هذا الخط، هي الابتداء والمبادرة الى التوبة لله عز وجل، وذكره بشكل دائم، والخشوع له، كما يقول سبحانه: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» (الانفال/2) والملاحظ استعمال صيغة الحصر في هذه الآية بكلمة (إنّما) دلالة على عظمة المؤمنين الذين تخشع قلوبهم بمجرّد سماع آيات القرآن، فيؤنّبون أنفسهم.
وفي موضع آخر يقول عز وجل: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ» (المؤمنون/1-2) فهم يراجعون صلاتهم، ويحافظون عليها، وهم يسمعون قوله تعالى: «كَانُوا قَلِيلاً مِنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالاَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» (الذاريات/17-18) فيؤنّبون أنفسهم علــى عدم قيامها بصلاة الليل، ومناجاة الخالق جلّت قدرته في جوف الظلام الحالك، ليوجّهوا أنفسهم الى الصالحات، ويتراجعوا عن الذنوب والمعاصي.
ومن أولويات القضايا التي يجب على الإنسان أن يطرحها على نفسه هي: هل أن شخصيّته الداخلية إيمانية طاهرة، أم ملوّثة بآثار التربية الفاسدة والشهوات الآنية؟ ثم عليه أن يسعى بعد ذلك لإصلاحها إن كانت مشوبة بخلل ما
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترى هل تأتي الأخلاق في الدرجة الأولى من الرسالة الإلهية، أم هي من الدرجة الثانية؟ وإذا حازت الأخلاق المرتبة الأولى، فما هو تفسير الاهتمام الأكثر في الدين بالشعائر الإسلامية كالصلاة والصيام...
المفهوم الواسع للأخلاق
للاجابة على هذه التساؤلات نحتاج الى بيان أمرين هما:
1- إنّ كلمة الأخلاق لها مفهوم واسع، وآخر ضيّق؛ فهي في مفهومها الضيق تعني الصدق، والوفاء، والاصلاح بين الناس، وعدم الغيبة والتهمة والنميمة، وتجنّب سائر الصفات الرذيلة، بينما تعني في مفهومها الواسع الخلفيات الروحية للأخلاق الفاضلة؛ فالصدق مثلاً نابع من الاستقامة في النفس، والإصلاح ناتج عن رؤية صافية الى الحياة، والوفاء منبثق من شجاعة نفسية لدى الإنسان.. أما الكذب والنميمة والتهمة والغيبة، فانّ هذه الصفات السلبية نابعة من انحرافات نفسية، وتشوّش واضطراب في الرؤية، وفقدان البصيرة في الحياة.
وعلى هذا؛ وطبقاً للمفهوم الضيق تأتي مرتبة الأخلاق بعد كثير من الواجبات، على عكس المفهوم الواسع الذي يعتبر الأخلاق قاعدة لسائر الفضائل، بل منطلقاً حتى للايمان بالله سبحانه وتعالى.
سلوك الإنسان نتاج تربيته
2- إن ما يفعله الإنسان، وما يتعوّد عليه من سلوك يأتي على أثر بنيانه التربوي، وصياغته النفسية، وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة بقولـه: «قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ» (الاسراء/84) أي إن شاكلـة الإنسان، وصيغة شخصيّته تقفان وراء سلوكه وأعماله، وإلاّ فلماذا يؤمن البعض بوجود الله تبارك وتعالى، ويكفر البعض به رغم وحدة الأدلة والحجج والبراهين، وطبيعة الخلقة الواحدة؟
يجيبنا القرآن الكريم على هذا التساؤل عبر آيات عديدة كقوله: «فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً» (البقرة/10) أي إنّ القلب المريض يتنافى مع الإيمان، في حين يستوعبه القلب السليم، وفي آية أخرى يقول عز من قائل: «صُمٌّ بُكْمٌ عُميٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ» (البقرة/171) فبسبب طبيعة العمى والصمم والبكم تحدث حالة عدم تحكيم العقل، يقول سبحانه في موضع آخـر: «فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الاَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور» (الحج/46) أي إن الحواس الظاهرة لدى الإنسان لا تصاب بالعمى، لأن القلب هو المصاب الأساسيّ. ويقول تعالى كذلك: «إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي ءَايَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» (غافر/56) فسبب عدم إيمانهم هو الاستكبار المعشّش في قلوبهم. وفي آية أخرى يقول عز وجل: «وَاللّهُ لايَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ» (التوبة/80) أي إن الفسق الذي يتصف به الإنسان الضال هو سبب عدم هدايته.
فبالاستناد الى هذه الآيات وسائر الآيات القرآنية الأخرى المرتبطة بهذا الموضوع، يمكننا تفسير عدم إيمان البعض بحالة تعتريه، لا لنقص في الأدلة والبراهين والآيات.
قوّة الإرادة توجّه العقل
وقوّة الإرادة هي التي تدفع الإنسان الى استيعاب الأدلة والبراهين، وهي التي تدفعه الى التقدم. فالإرادة هي التي توجّه العقل، وعندما تكون إرادة الإنسان قويّة فانّها توجّه العقل الى جانب الصلاح؛ أمّا إذا كانت ضعيفة فانّ العقل سوف يتخبّط، ويضلّ الطريق، ولذلك نرى المصابين بالأرق يسرح بهم الفكر قبل النوم، وتهجم عليهم الأفكار السلبية والهواجس، فلا يستطيعون التركيز، وبالتالي فانّهم يعجزون عن النوم خلافاً للإنسان الذي يتمتّع بقوة التركيز، فهذه القوة تعينه على فعل الكثير من الأعمال.
الأخلاق منطلق العلم
وهنا لابدّ من أن نذكّر بمناسبة الحديث عن الأخلاق، أن الأخلاق تمثل أصل وقاعدة ومنطلق العلم، فقد روي أنه جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "ما رأس العلم؟ قال: معرفة الله حق معرفته. قال: وما حقُّ معرفته؟ قال: أن تعرفه بلا مثال ولا شبه، وتعرفه إلهاً واحداً خالقاً قادراً أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً، لا كفو له ولا مثل له، فذاك معرفة الله حق معرفته وقال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: "وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده". ويؤكد هذا المعنـى الحديث الشريف المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله، حيث قال: "نعم وزير الإيمان العلم، ونعم وزير العلم الحلم، ونعم وزير الحلم الرفق، ونعم وزير الرفق اللين"، وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وآله: "من طلب العلم لله لم يصب منه باباً إلاّ ازداد في نفسه ذلاًّ، وفي الناس تواضعاً، ولله خوفاً، وفي الدين اجتهاداً، وذلك الذي ينتفع بالعلم فليتعلّمه وهكذا يربط الإسلام بين العلم والأخلاق ربطاً وثيقاً.
الأخلاق مفتاح تزكية النفس
والأخلاق هي بداية الزاد، كما أكّد ذلك الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في قولته الشهيرة الخالدة: "إنما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق وبتعبير آخر؛ فانّ الأخلاق مفتاح تزكية النفس كما يشير الى ذلك الإمام عليّ عليه السلام بقوله: "أيّها الناس تولّوا من أنفسكم تأديبها، واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها".وفي قوله: "معلّم نفسه ومؤدّبها أحق بالاجلال من معلّم الناس ومؤدّبهم
كما أنّ القرآن الكريم يشير الى أهميّة تربية النفس، وتزكيتها بقوله: «هُـوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُـوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِيـنٍ» (الجمعة/2) وهذا هو دأب الآيات القرآنية التي تتطرّق الى موضوع التربية، حيث تقدّم تهذيب النفس على التعلّم، لأنّ التزكية هي الهدف والوسيلة والقاعدة.
وفي البدء يجب الاهتمام بتغيير النفس وإصلاحها، من أجل الدخول في المرحلة العملية للحياة، خصوصاً ونحن معرضون لسيل من المفاسد أثّرت فينا بطريقة أو بأخرى؛ فهناك مجتمع فاسد، وتضليل إعلاميّ مركز، وأحقاد، وطائفيات، وأنانيات.. ونحن ينبغي علينا أن نتجاوز هذه المفاسد بكل قوة، لكي نربي أنفسنا على أساس الفضيلة والتقوى.
أهميّة الجانب الروحي من الأخلاق
والمرحلة الأولى لسلوك هذا الخط، هي الابتداء والمبادرة الى التوبة لله عز وجل، وذكره بشكل دائم، والخشوع له، كما يقول سبحانه: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» (الانفال/2) والملاحظ استعمال صيغة الحصر في هذه الآية بكلمة (إنّما) دلالة على عظمة المؤمنين الذين تخشع قلوبهم بمجرّد سماع آيات القرآن، فيؤنّبون أنفسهم.
وفي موضع آخر يقول عز وجل: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ» (المؤمنون/1-2) فهم يراجعون صلاتهم، ويحافظون عليها، وهم يسمعون قوله تعالى: «كَانُوا قَلِيلاً مِنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالاَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» (الذاريات/17-18) فيؤنّبون أنفسهم علــى عدم قيامها بصلاة الليل، ومناجاة الخالق جلّت قدرته في جوف الظلام الحالك، ليوجّهوا أنفسهم الى الصالحات، ويتراجعوا عن الذنوب والمعاصي.
ومن أولويات القضايا التي يجب على الإنسان أن يطرحها على نفسه هي: هل أن شخصيّته الداخلية إيمانية طاهرة، أم ملوّثة بآثار التربية الفاسدة والشهوات الآنية؟ ثم عليه أن يسعى بعد ذلك لإصلاحها إن كانت مشوبة بخلل ما
eddirasa-dz- الاعضاء
- sms :
الجنس :
المشاركات : 137
التسجيل : 09/08/2015
تاريخ الميلاد : 18/11/1996
رد: الأخلاق مبعث الإيمان
بارك الله فيك مواضيع اسلامية شيقة
MEDICINEDZ- المميزين
- sms :
الجنس :
المشاركات : 979
التسجيل : 04/05/2015
تاريخ الميلاد : 13/06/1982
مواضيع مماثلة
» تفسير"قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم
» تفسير"واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم فى كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه فى قلوبكم
» تفسير"واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم فى كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه فى قلوبكم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى