دواء"سينتروم" مازال مفقودا في الأسواق

تُكذّب الشكاوى المستمرة لمرضى القلب، تأكيدات وزير الصحة عبد المالك بوضياف بخصوص توفر دواء"سينتروم"، أين بيّن في تصريحات متتالية أن الصيدلية المركزية تحتوي على الكمية الكافية من هذا الدواء الموزع بانتظام في جميع صيدليات الوطن، وبدوره أكد الناطق الرسمي باسم نقابة الصيادلة صلاح الدين مناع "للشروق"، أن الندرة في دواء "سينتروم" لا زالت مستمرة، "...عجزت الصيدليات عن اقتناء هذا الدواء منذ أشهر ما زاد من معاناة المرضى، خاصة وأن الدواء ضروري جدا للمرضى المصابين بتخثر الدم، ويتسبب عدم التناول المستمر لهذا الدواء بالإصابة بجلطات قلبية ودماغية ما يتسبب في الوفاة"، وحسب المتحدث تستقبل الصيدليات كميات قليلة من هذا الدواء، وهو ما جعلها عاجزة عن تأمين طلبات المرضى.

وفي هذا الإطار أبدى رئيس الجمعية الوطنية للمصابين بالأمراض القلبية بختي نور الدين استغرابه من تصريحات وزير الصحة، معتبرا إياها بمثابة "تغطية الشمس بالغربال"، داعيا الوزير إلى ضرورة القيام بجولة إلى الصيدليات خاصة المتواجدة في المناطق الداخلية، والتي تشهد حسبه ندرة حادة في دواء "سينتروم" الذي بات يقتنيه المرضى من دول أجنبية ويدفعون قيمته بالأورو، وأضاف المتحدث في تصريح "للشروق اليومي" أنه على اتصال بالكثير من المرضى الذين تضررت حالتهم الصحية كثيرا بسبب انقطاعهم عن شرب هذا الدواء لأيام، ما دفعهم إلى القيام برحلة بحث مابين الولايات للحصول على هذا الدواء الذي بات يوزع على بعض الصيدليات والمرضى بـ"المعريفة"، وطالب محدثنا بضرورة تدخل عاجل لوزارة الصحة لتوفير هذا الدواء قبل حدوث ضحايا وسط مرضى القلب الذين يحتلون صدارة الوفيات في الجزائر بنسبة 54 بالمائة.

أرجع المتحدث الندرة المسجلة في هذا الدواء إلى سعي الوزارة لتوجيه المرضى نحو أدوية جنيسة أقل كلفة من دواء "سينتروم"، غير أن الأطباء رفضوا هذه المبادرة باعتبار"سينتروم" من أحسن الأدوية التي تساعد على منع الدم من التخثر على عكس العديد من الأدوية التي أثبتت ضعف فعاليتها.



نقابة الصيادلة: "الدواء الجنيس له نفس فعالية الدواء الأصلي"

أكّد الناطق الرسمي لنقابة الصيادلة مناع صلاح الدين، أن قائمة الأدوية الممنوعة من الاستيراد بقرار من وزارة الصحة، اطلعت عليها نقابتهم واعتبرتها قائمة مقبولة لحد الساعة، وحسب المتحدث في تصريح "للشروق" فإن القائمة تضم أدوية موجودة بالجزائر، وتخصّ مختلف الأمراض، وليس على الجزائريين التخوّف، لكن الإشكال الذي قد يُطرح مستقبلا حسب مناع، هو في تماطل مخابر الأدوية الموجودة في الجزائر في إنتاج هذه الأدوية وبكميات كافية، ما يتسبّب في ظهور أزمات ندرة متكررة للدواء، ويُضيف محدثنا "على مخابر الأدوية النشطة بالجزائر استغلال فرصة منع استيراد عدة أنواع من الدواء، لتكثيف نشاطها محليا"، ويُشار أن وزارة الصحة منعت خلال السنة الجارية استيراد 368 دواء كان يجلب من الخارج، بعدما كان العدد لا يتعدى 251 دواء ممنوع من الاستيراد في عام 2011 وهدف ذلك تقليص فاتورة الاستيراد.

وفي موضوع ذي صلة طمأن الناطق الرسمي لنقابة الصيادلة المواطنين، بأن الدّواء المُصنّع بالجزائر له نفس خصوصيات وفعالية الدواء المستورد، ولا صحة للإشاعات المنتشرة بشأن تدني القيمة العلاجية للدواء الجنيس أو المصنع محليا، "بالعكس قد تكون بعض الأدوية التي تستوردها بعض المخابر هي جنيسة وليست أصلية".